الاثنين، 3 أكتوبر 2016

من خواطر الصلاة (5)

https://pbs.twimg.com/media/BWw1ZbhIIAAhn2o.jpg

من خواطر الصلاة (5)
ما أجمل الضحى
 

د. عبدالسميع الأنيس

 

 
   
(4)    الصلاةمن خواطر
(1)    الصلاةمن خواطر


جاء الصيفُ، وقد تعوَّد الناس أن يبحثوا عن مصايفَ جميلةٍ يستجمُّون فيها بعيدًا عن حرارة الشمس الملتهبة!

 

فما أجملَ أن نبحث عن مكان جميل؛ لنعيش فيه لحظات طيبة مع الله تعالى ونحن نتمتَّعُ بجمال الكون، وبديعِ صُنعه!

 

هناك لا تنسَ أن تمتِّعَ ناظريك بجمال الطبيعة بعد صلاة الفجر، وأن تشهد شروق الشمس وغروبها؛ فإنهما آيتانِ عظيمتانِ من آياتِ الله سبحانه!

 

وما أجملَ أن نقفَ في رياضٍ نضِرةٍ، تسرُّ الناظرين، وهواء عليل ينعش القلوب الكليلة، ويداوي النفوس المضطربة!

 

وبساتين تجري في جداولها مياه تعكس على صفحاتها أشعة الشمس الذهبية!

 

وهي كثيفة الأشجار، متنوعة الورود والأزهار والثمار!

 

وبينما أنت واقفٌ بين يدي الله سبحانه تُصلِّي الضحى، إذ بالبلابل تغرِّد بأنغام عذبة تُطرِب الأسماع، وإذ بالحمائم تصدَحُ بأصواتٍ شجيَّة، ونغمة حزينة!

 

ورحِم الله ذلك الشاعر، وقد وصف حمامة تصدح على غصن شجرة في أبيات تذوب رقَّةً، في حوارٍ رمزي بينهما، حيث قال:

 

رُبَّ وَرقاءَ هتوفٍ في الضُّحى     ذاتِ شَجوٍ صَدَحت في فَنَنِ

ذكرت إِلفًا ودهرًا صالحًا        فبكَتْ حُزنًا وهاجت حزني

فبُكائي    ربما   أرَّقَها        وبُكاها   ربما    أرَّقَني

ولقد تشكو   فما أفهَمُها          ولقد   أشكو   فما    تفهَمُني

غيرَ أنِّي   بالجوى أعرِفُها          وهْي أيضًا بالجَوى تعرِفُني

 

اللهم لا تحرِمْنا متعة مناجاتك، وارزقنا لذةَ النظر إلى وجهك الكريم في رياض جنَّتِك، مع النبيين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق